بحث مخصص

الأحد، 24 أبريل 2011

نــبــذة تـاريـخـيـة

ثورة الاتصالات
ثورة الاتصالات
طالما احتاج الناس إلى التواصل المباشر، فابتدعوا الكلام، بدءاً، للتعبير عن حاجتهم المختلفة. ثم استخدموا النار في تواصلهم. ثم عرفوا الكتابة والطباعة، ما كان بداية أساسية لتطور العلاقات الإنسانية. وزاد اكتشاف الكهرباء، في القرن الثامن عشر، تواصلهم تطوراً؛ إذ استخدموها للتغلب على عوائق المسافة والزمن والموقع، حتى أصبحت الاتصالات ضرورة حياتية.
حفز اختراع الكهرباء، واكتشاف الموجات اللاسلكية، إلى تسخير الطيف الكهرومغناطيسي، لثورة الاتصالات. وسرعان ما وُلد جيل حديث من وسائل الاتصال، يعتمد على الحاسب الآلي، والتقنيات الرقمية، والأقمار الصناعية، مجسداً ثورة اتصالات، دانت بين مناطق العالم، حتى أمسى قرية صغيرة.
وكان لثورة الاتصالات تأثيرها في حياة الشعوب، اجتماعياً وثقافياً وعلمياً وتكنولوجياً واقتصادياً وعسكرياً. فالمناطق النائية، التي يصعب الوصول إليها، أمكن الاتصال بها من طريق برامج بث مختلفة، مسموعة أو مرئية، انتشلتها من عزلتها، فازداد اندماجها في المجتمع العالمي. كما أصبح العمل في تلك المناطق، رغبة في تنميتها وتطويرها، أخف وطأة وأقلّ قسوة، بفضل الاتصالات، التي أتاحت اتصال العاملين بذويهم، فازدادوا استقراراً وتركيزاً في عملهم. وقد أسقطت الاتصالات الحواجز بين الشعوب، وأسهمت في تلاقي الحضارات المختلفة، من خلال البرامج، التي تُبث، ليل نهار، من أي بقعة على سطح الأرض، لتنقلها الأقمار الصناعية إلى سائر بقاع العالم؛ لا تعرقلها فروق التوقيت، ولا اختلاف الفصول أو التضاريس، ولا المحيطات والبحار. وأصبح في استطاعة رجال المال والأعمال متابعة أنشطتهم، سواء كانوا في مكاتبهم أو سياراتهم أو طائراتهم.
وقد استخدمت نُظُم خاصة من الاتصالات، في كشف ما تحويه الأرض، من مصادر للثروة، سواء مائية أو معدنية؛ ما ساعد على رسم خريطة جيولوجية دقيقة لباطن الأرض، تسمح باستخراج كنوزها، بطريقة علمية سليمة، ودقيقة. وفي ميدان الطب، أصبح للاتصالات إسهامات جليلة، من بينها: تصوير الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان بواسطة الموجات فوق الصوتية؛ والتعليم والتوجيه الطبي، من بُعد، لإكساب الأطباء المهارة الفنية، ونقل الخبرة اللازمة لإجراء العمليات الجراحية المختلفة، والحديثة. كما تضطلع الاتصالات بدور مؤثر في المجال السياسي، إذ أصبح الاتصال الفوري، والمباشر، بين رؤساء الدول والحكومات، أمراً ميسراً، من شأنه أن يوقف صراعاً مسلحاً، ويسهم في اقتراح حلول للأزمات.
وتُعدّ شبكة الإنترنت من أهم مظاهر ثورة الاتصالات، إذ أتاحت تبادل الرسائل والمعلومات، في لحظات، من خلال وسائل: مرئية ومسموعة، كما يسرت الاطلاع على الأبحاث والمقالات العلمية، المنشورة في الدوريات العالمية؛ ما يزود الباحثين وطلاب العلم بأحدث التطورات، في المجالات العلمية المختلفة. واستخدمت في التجارة الإلكترونية، وعقد الصفقات التجارية؛ فالشركات، والمصانع، والأسواق التجارية، تسخِّر هذه الوسيلة الفريدة في نوعها لإعلاناتها، من دون الحاجة إلى وسطاء.
لقد نشط الإنسان في اتجاه تطوير أساليب الاتصال ووسائله، مدفوعاً برغبة مُلَّحَة في قضاء حاجاته. وفي سبيله إلى ذلك، طور، عبر القرون، نُظُم الاتصال ووسائله، حتى وصلت إلى العصر الحالي، الذي يطلق عليه عصر ثورة الاتصالات.
إن ظهور مجتمع المعلومات، أو الكونية الضخمة، الذي نتج من انصهار ثلاث ثورات: ثورة المعلومات، وثورة الاتصالات، وثورة الحواسب ـ هو الذي أدى إلى نتائج، لم يكن يتوقعها الإنسان.
إن ثورة الاتصالات، غيرت وجه الحياة على سطح الأرض، وأثرت في جميع مجالاتها المختلفة، فتأثرت الحياة الاجتماعية للشخص والمجتمع، وتغير شكل الاقتصاد الدولي ومضمونه، والعلاقات الاقتصادية للأشخاص والدول. وظهر تأثير الاتصالات في تحقيق التقدم والازدهار للشعوب المختلفة، والدفاع عن مكاسب الإنسان ورفاهيته.
                                                                                                 "مــنــقــول"
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل