بحث مخصص

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

دور الاتصالات و الإلكترونيات في حرب أكتوبر 1973

دور الاتصالات في حرب أكتوبر
 كانت الحرب الإلكترونية إحدى مفاجأت حرب أكتوبر بالنسبة لإسرائيل؛ إذ كانوا قد أخرجوها من حسابهم مع خروج السوفيت. وقد اشتركت في حرب أكتوبر، وحدات الحرب الإلكترونية، وعاونت أعمال قتال القوات البرية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي، إضافة إلى بعض أعمال الحرب الإلكترونية على المستوى الإستراتيجي.

   في السادس من أكتوبر 1973 نفذت القوات العربية المشتركة في مصر وسورية هجومها المفاجئ على إسرائيل، وصاحبت عملية الهجوم العربي عملية إعاقة لاسلكية على مواصلات القوات الإسرائيلية، أدت إلى إرباك في ممارسة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وإعاقة وصول أو تلقي الأوامر. وقد دعمت وحدات الحرب الإلكترونية على كافة المستويات الإستراتيجية، والتعبوية، والتكتيكية أعمال قتال القوات البرية، والفروع الرئيسية الأخرى، وبما يخدم معركة الأسلحة المشتركة.

وعلى الجانب الآخر، زوّدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بكميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي CHAFF، وهو أسلوب كان قد استخدم منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية، وفيتنام، وكان الجديد فقط في هذا الاستخدام هو تصميم رقائق الألومنيوم؛ بحيث تعمل ضد الترددات العاملة في رادارات الدفاع الجوي المصرية، وكانت الرقائق توضع في كبسولات داخل مستودعات خاصة PODS في الطائرات، وتطلق بواسطة الطيار، وبجانب ذلك استخدم الإسرائيليون مشاعل الأشعة تحت الحمراء "الحرارية" لخداع الصواريخ سام ـ7، وقد حققت هذه الوسائل بعض النجاح في بادئ الأمر.

الأهداف المقلدة حراريا و خداع الصواريخ
الأهداف المقلدة حراريا و خداع الصواريخ


   استخدم الإسرائيليون العديد من أساليب الإعاقة العشوائية Noise Jamming،
والإعاقة النبضية Pulse Jamming، وكذلك أسلوب استخدام الأهداف المقلدة، خاصة ضد الصواريخ سام ـ7 . كما تمكن الإسرائيليون من تزويد طائراتهم بجهاز تحذير راداري جديد Radar Warning Receiver RWR مركب في مستودع خاص، ويمتاز بقدرته على استقبال موجات كهرومغناطسية ذات تردد عالٍ للغاية، وأكبر بكثير من تردد رادار سام ـ6، ورادار نظام "الشيلكا"، وبذلك يُعد مصدراً للإنذار عن تتبع هذه الرادارات للطائرة.

الهجوم على الصواريخ باستخدام التدخل السلبي
الهجوم على الصواريخ باستخدام التدخل السلبي
زوّدت إسرائيل جميع زوارق الطوربيد بأجهزة التداخل والخداع، وطُليت معظم قطعهم البحرية بطلاء قادر على امتصاص الأشعة الكهرومغناطيسية الخاصة بالرادار، واستخدمت لذلك مواد قابلة للامتصاص، وهي مادة قادرة على تحويل الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى نوع آخر من مصادر الطاقة، وهي الطاقة الحرارية التي يمكن أن تبددها المياه، أو الهواء بدلاً من أن ترتد من الأسطح العاكسة.

وعلى الجبهة السورية، اكتشفت أجهزة الإنذار الإسرائيلية أحد التشكيلات البحرية السورية، كما استطلعت خواص الإشاعات الرادارية التي استقبلتها، وبتحليل هذه الخواص تمكنوا من تمييز القطع البحرية السورية، ونوع تسليحها، وعندما اقتربت مسافة التشكيل البحري السوري إلى التشكيل البحري الإسرائيلي، قام كلاهما بالفتح على أقصى سرعة ممكنة، عندها بدأ الإسرائيليون بتشغيل أجهزة التداخل لديهم؛ لإخلال التوجيه للصواريخ السورية، كما أطلقوا عدداً كبيراً من شرائح التداخل السلبي "الرقائق المعدنية". وتوقفت نتيجة هذه المعركة بالكامل على مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه بوسائل الحرب الإلكترونية؛ حيث كان العامل الحاسم فيها هو مدى التوفيق في اتخاذ الإجراءات الإلكترونية المضادة لدى كل جانب، وكانت هناك حقيقة واضحة، وهي أن الصواريخ تحتاج إلى النظام الراداري للتوجيه، بينما يمكن للوسائل الإلكترونية أن تخدع؛ بل وتحيد هذا النظام الراداري. وفي هذه المعركة تمكن الإسرائليون، بالفعل، من إخلال التوجيه للصواريخ السورية التي سقطت في عرض البحر دون أن تصيب أهدافها.

الإعاقة بواسطة إزاحة إحداثي الهدف
الإعاقة بواسطة إزاحة إحداثي الهدف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل