الرموز والرسومات التعبيرية للكتابة التصويرية |
ومع ظهور الكتابة، بزغ فجر عصر جديد من الاتصال المباشر بين البشر، حيث بدأ استخدام المراسلين والعدائين، والمترجلين، أو الذين ينتقلون على ظهور الجياد، لحمل الرسائل المكتوبة من مكان إلى آخر، سواء بالأسلوب المباشر أو بأسلوب التتابع، ومنه تطور إلى استخدام حمام الزاجل، الذي تربط في أرجله الرسائل الصغيرة، التي تحمل المعلومات المهمة.
مر تطور الكتابة بمراحل رئيسية، كان أهمها ظهور الطباعة، التي ترجع فكرتها إلى القرن الأول الميلادي، حينما استخدم الصينيون كتلاً خشبية، ذات أشكال مميزة، بعد غمسها في أحبار خاصة، لطباعة أشكال ورموز بسيطة. ويسجل التاريخ الحديث للعالم يوهان جوتنبرجاختراع الطباعة، باستخدام حروف مصنوعة من المعدن، ذات أشكال دقيقة، ترتب في إطارات خشبية لتكوين الكلمات والجمل؛ وكان الإنجيل هو أول كتاب طبع، عام 1455، باستخدام هذه التقنية الحديثة. وقد أصبحت الجرائد والكتب، منذ اختراع الطباعة وتطورها، هي أهم وسائل الاتصال الجماعي؛ وازدادت أعداد القادرين على القراءة والكتابة، اللتَين أصبحتا إحدى الصفات الضرورية للإنسان المتحضر. ومع هذا الازدهار، كان تبادل الرسائل والكتب والجرائد من خلال البريد، أحد أهم وسائل الاتصال؛ وتولت الدول تنظيم أسلوب تداوله، حتى أصبح يغطي جميع أنحاء العالم. واستحدث، أخيراً، ما أطلق عليه البريد السريع، بواسطة الإنترنت، أو من خلال شركات خاصة، تضمن وصول الرسائل إلى أيّ مكان، في وقت قصير، وأحياناً في يوم واحد.
الـمـصـدر: مـقـاتـل مـن الـصـحـراء