بحث مخصص

الخميس، 28 يوليو 2011

تطور الاتصالات عبر التاريخ (4)



3. الاتصالات اللاسلكية

في عام 1895، أرسل المهندس الإيطالي، جوليلمو ماركوني ، أول إشارة لاسلكية، عبر مسافة 3كم؛ وصنع أول جهاز، أرسل بواسطته رسائل من الشاطئ إلى سفينة قريبة، وكذلك من سفينة إلى أخري. وما إن ثبت نجاح هذا الاختراع، حتى أسرعت البحرية البريطانية، والبحرية الأمريكية، في تبنِّي هذه التقنية الجديدة، لاستخدامها في تحقيق الاتصال بين السفن الحربية، وهي في عرض البحر. 

ونجح ماركوني، في عام 1901، في إرسال إشارة لاسلكية، عبر المحيط الأطلسي. في بادئ الأمر، كان استخدام الراديو؛ بصفته وسيلة اتصال، مقصوراً على إرسال إشارات المورس ، الذي انتشر استخدامه في العديد من السفن: التجارية والسفن الحربية؛ فضلاً عن العديد من الاستخدامات البرية.
وبعد اختراع صمامات التكبير، وهندسة أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية، نشأت فكرة الإذاعة المسموعة.
 
وفي عام 1920، كان هناك أكثر من 600 محطة إذاعة، منتشرة في الولايات المتحدة 
الاتصال اللاسلكي
الاتصالات اللاسلكية
الأمريكية فقط؛ وخلال سنوات قليلة، أصبحت محطات الإذاعة الوطنية، منتشرة في كلّ بلاد العالم. ولعبت القوات المسلحة الأمريكية دوراً رئيسياً في تطوير وسائل الاتصال اللاسلكية، فخلال الحرب العالمية الأولى، استخدمت هذه الوسائل، بكثافة، في تحقيق مهامّ القيادة والسيطرة؛ وفي الحرب العالمية الثانية، ازداد استخدام وسائل الاتصال اللاسلكية، فانتشرت معداتها في جميع الوحدات العسكرية المتحاربة، وفي جميع الفروع والأسلحة المختلفة. وقد أتاح استخدام الاتصال اللاسلكي للقادة استخدام قواتهم بمرونة عالية، إضافة إلى تيسير مهام القيادة والسيطرة وإحكامها. وظهر، خلال الحرب العالمية الثانية، استخدام اللاسلكي والإذاعة، في الحرب الدعائية. ولا يمكن إغفال دور وسائل الاتصالات اللاسلكية في مجالات العمل والكشف عن النفط، والصناعات والزراعات المختلفة، وفي تنمية رؤوس الأموال، وحركة البورصات، وأعمال البنوك، وإدارة أعمال الطائرات والسكك الحديدية، ووسائل النقل والمواصلات المختلفة.
 
منذ اختراع التصوير الفوتوغرافي وتطوره وانتشاره، أصبحت الصورة الفوتوغرافية أحد مصادر المعلومات الرئيسية المهمة، المتبادلة عبر أنحاء العالم؛ إذ إن صورة واحدة، تغني عن مقال من ألف كلمة. ومنذ ذلك الوقت، بدأ العلماء التفكير في كيفية نقل الصورة، عبر وسائل الاتصال المتاحة، للتغلب على العقبات الثلاث الرئيسية: المسافة والزمن والموقع. وقد أدى هذا التفكير إلى اختراع الهاتف، الذي تطورت تقنيته، تدريجاً؛ ففي عام 1922، اخترع المهندس الأمريكي فايلو تايلور فارنزوورث ، أسلوباً لمسح الصورة في خطوط متتالية؛ وأعلن تطوير نظام تليفزيون كهربائي. وفي هذه الأثناء، اخترع المهندس الأمريكي، الروسي المولد، فلاديمير كوزما زوريكن ، عام 1923، صمامات شاشات التليفزيون.في عام 1936، بدأت الحكومة الألمانية، للمرة الأولي، بثاً تليفزيونيا تجريبياً؛ ونقلت لقطات من دورة برلين الأولمبية إلى بعض الأماكن في ألمانيا.

 وفي الولايات المتحدة الأمريكية، كان أول بث تليفزيوني في عام 1939، حينما نقلت وتم فيه نقل مباراة البيسبول بين جامعتي هارفارد ويال . وبحلول عام 1960، أصبح التليفزيون أحد أهم التقنيات الحديثة تأثيراً في المجتمع، إذ أصبح إحدى الوسائل الرئيسية للتعليم، والثقافة، والإعلام، والترفيه، والدعاية.وتضاعفت إمكانيات البث التليفزيوني، بعد الاستفادة مما وفرته الأقمار الصناعية؛ فربطت بين جميع أركان الكرة الأرضية ربطاً فورياً، وساهمت في تحقيق المؤتمرات المرئية، أو الاتصالات بالصوت والصورة.وقد أثر اختراع التليفزيون وتطوره تأثيراً كبيراً في المجال العسكري، حيث أمكن القادة العسكريين مشاهدة ما يجري في ميادين القتال مباشرة، وهم في مراكز قيادتهم.وفي محاولة الإنسان للتغلب على المسافة وتأثير الموقع، توصل إلى فكرة استخدام الأقمار الصناعية في المدارات، التي يرتفع بعضها عن سطح الكرة الأرضية مسافة 36 ألف كم، للربط بين شبكات الاتصال المختلفة، وتبادل الإشارات: الهاتفية والتليفزيونية، والرسائل الرقمية؛ متخطياً بذلك جميع العوائق.

 وتعد الأقمار الصناعية هي التطور التكنولوجي الأكثر تأثيراً في توفير إمكانية الاتصال، في الوقت الحقيقي ، بين مختلف بقاع العالم. وقد أحدثت تكنولوجيا الأقمار الصناعية تأثيراً جذرياً في النظام العالمي، على المستويات: الاقتصادية والصناعية والثقافية والعسكرية والسياسية، ولقد استخدم الإنسان الاتصالات اللاسلكية في الوسائل المحمولة جواً، والوسائل الفضائية، ومع رجال الفضاء أثناء الرحلات خارج مجال الكرة الأرضية؛ وليس أدل على هذا الاستخدام عالي التقنية، من الاتصال بين القاعدة الأمريكية، في كيب كانفرال، ورواد الفضاء الأمريكيين، على سطح القمر، ومتابعتهم بالصوت والصورة، وهو ما أدهش العالم. وتوسع العلماء في خدمة البشرية، فاستُخدم نظام الاتصال المزدوج، والاتصالات اللاسلكية، في حيزات معينة، لتُنقل عبر المقاسم المدنية آلاف المكالمات الهاتفية، ولرفاهية الإنسان، وفرت التقنية الحديثة الهاتف الخلوي، الذي يستخدم بعض الترددات اللاسلكية، وأصبح وسيلة مهمة وأساسية في اتصال البشر، عبر قارات الدنيا، وتبادل المحادثات: المرئية والمسموعة؛ وفي مجالات أخرى كثيرة، استغلت فيها الاتصالات اللاسلكية.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل