بحث مخصص

السبت، 16 يوليو 2011

تطور الاتصالات عبر التاريخ (1)

تطور الاتصالات عبر التاريخ (1)
تطور الاتصالات عبر التاريخ (1)

على مر التاريخ، استغل الإنسان نمو معرفته بالبيئة المحيطة، واكتشافه لقوانين الطبيعة المختلفة، في تطوير وسائل الاتصال، حتى اشتملت على هاتف لاسلكي، وبرق كاتب، وهاتف خلوي، وشبكات الحاسب الآلي، والاتصال عبر الأقمار الصناعية. يمكن من حيث الاستخدام تقييم أنواع الاتصالات وطرقها، تبعاً لاستخدامها، كما يلي:


1. الاتصال المباشر السمعي، والبصري
 

الاتصال المباشر هو الأسلوب الأقدم لتقنيات الاتصال، التي عرفها الإنسان؛ واستمر استخدامه، حتى الآن، على الرغم من تطور تقنيات أخرى. والاتصال المباشر، يعتمد، أساساً، على نقل الرسالة شخصياً، بواسطة مندوبين، لتوصيل مضمونها. وقد يختلف الوقت المتاح لإدراك المتلقي لمعنى الرسالة، من موقف إلى آخر.
 

فالزمن والمسافة والعوائق الطبيعية، كانت تحُول دون الاتصالات المباشرة، فلا يمكن نقل رسالة إلا بتقابل المرسل والمتلقي، في وقت واحد ومكان واحد. وللتغلب على تلك العقبة، استحدثت وسائل لنقل مضمون الرسائل، مثل استخدام الدخان نهاراً، وضوء المشاعل ليلاً، مع وضع مفهوم خاص للفترة الزمنية، التي يستمر فيها الدخان أو ضوء المشعل؛ فكان هنالك مفهوم للفترة الطويلة، وآخر للفترة المتوسطة، والفترة القصيرة، وكذلك معاني الفواصل بين تلك الفترات وطولها.
 

وقد استخدم الإنسان مبدأ الانتقال في نقل الرسالة المنطوقة من مكان إلى آخر، بواسطة أشخاص لهم قدرات خاصة من حيث سرعة العدو، والقدرة واللياقة البدنية، التي تساعدهم على اجتياز الموانع والعقبات. واستغل الإنسان كذلك فكرة إعادة الإذاعة، بقطع العداء الأول مسافة محددة، ينتظره في نهايتها عداء آخر، يستمع الرسالة ويستوعبها، ويبدأ العدو في اتجاه المتلقي النهائي المعني بالرسالة.
وتحسن الاتصال بين الأشخاص والجماعات، مع ظهور اللغات واللهجات. واستحدث الإنسان أول نشرة أخبار عرفها التاريخ، تمثلت في شخص المنادي، الذي ينتقل من مكان إلى آخر، ويجذب انتباه الجماعة، بإلقاء الأخبار أو المعلومات، التي كلف بتوصيلها. وبالأسلوب نفسه، ظهر أول استخدام للاتصال، للترفيه والتعليم والتثقيف. وظهرت للمرة الأولى مهنة الرواة والشعراء.
 

استمرت وسائل الاتصال المباشر: الصوتية والمرئية، بواسطة الإنسان، مستخدمة أسلوب إعادة الإذاعة في نقل الرسائل المرئية من مكان إلى آخر؛ فاستخدمت، مثلاً، المرايا العاكسة في نقل الإشارات والرموز المختلفة، واستخدم الأسلوب، الذي أطلق عليه "سيمافور"، والمتمثل في أعمدة خشبية مرتفعة، على قمتها أذرع ميكانيكية بألوان مختلفة، تعبّر حركاتها، والفواصل بين الحركة والأخرى، عن رموز تراسل محددة. وتتكرر إذاعة الرسائل من عمود سيمافور إلى العمود الذي يليه، حتى تصل إلى المستقبل النهائي.
وما زالت فكرة استخدام الانتقال في تحقيق الاتصال المباشر متَّّبَعة إلى الآن. فإنسان العصر الحديث، يستخدم وسائل الانتقال الحديثة من سفن وطائرات، لنقل رسالة شفهية، بين الأشخاص، أو للتفاوض وعقد الصفقات التجارية. وتطور الاتصال المباشر بين الأشخاص والجماعات تطوراً جوهرياً مع اختراع الكتابة.

يتبع بإذن الله ...

الـمـصـدر: مـقـاتـل مـن الـصـحـراء



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل