لنتعلم.. كيف نتكلم؟
أسامة علي متولي
ـ الصمتَ الصمتَ، فإنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وكلُّ لفظٍ يخرج من فمك ستجده في كتابك مسجّلاً عليك {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].
ـ تعلّمْ قولَ: لا أعلم؛ فلا تتكلمْ فيما لا علمَ لك به. يقول ـ سبحانه ـ: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـئُـولاً} [الإسراء: 36]. ومن هنا يلزم فقه بعض القواعد المهمة في هذا المجال ومنها:
+ أولاً: قل خيرًا أو اصمت:
ليس عيبـاً إذا ســئلت عــن شيء لا تعلمُه أن تقـولَ لا أدري. يقول ابن جماعة: «واعلم أن قــولَ المســؤولِ: لا أدري، لا يضعُ من قدرِه كما يظنُّ بعضُ الجهلة بل يرفعُه؛ لأنه دليلٌ على عظمِ محلِّه، وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال رفعتِه، وحسن تثبتِه».
غلِّب الاستماعَ على القول؛ فلك أذنان ولسانٌ واحد، ومع ذلك لا تستهنْ بقدرِ الكلام؛ فهو بداية العمل، ومن أهم وسائلِ الدعوةِ.
أحسِن الإنصاتَ للآخر، أعطِه الفرصةَ لإبداء رأيه وإفراغِ ما في نفسه، كما كان من حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مع عتبةَ بنِ ربيعة، قال -صلى الله عليه وسلم- له: «قل يا أبا الوليد، أسمَع» ولما انتهى عتبةُ من حديثه، قال -صلى الله عليه وسلم-: «قد فرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم! قال: «فاسمع مني........».
وإذا تكلمتَ فلا تتكلمْ إلا بالخير، ادعُ إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، اتلُ آياتِ القرآن، سبِّح الربَّ الرحمن، أكثرْ من الدعاء {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77]، «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزّ وجلّ»(1).
اذكر الله في حديثك مع الناس، ابدأ باسم الله، ادعُ في ثنايا كلامك لمن يستمع لك: «بارك الله فيك.. جزاك الله خيراً.. حفظك الله....».
لا تلغُ في كلامك، لا تتحدث بلا فائدة {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]، يقول ابنُ مسعود: «والذي لا إله غيرُه ما على ظهر الأرض شيءٌ أحوجُ إلى طول سجنٍ من لسان»(2).
اجعل لكلامِك معنًى عميقاً، لا داعي للسطحيةِ غيرِ المجدية، كما في قول أحدهم:
الليلُ ليلٌ والنهارُ نهارُ والأرضُ فيها الماءُ والأشجارُ
لا تشارك في المنتديات التافهة، والحوارات الجوفاء، والجدال العقيم؛ فوقتُك الثمينُ لا يسمحُ لك بذلك، ثم إن الجدالَ أحيانًا لا يأتي بخير. يقول ابن عباس: «ولا تمارِ حليماً ولا سفيهاً؛ فإن الحليمَ يقليك، وإن السفيهَ يُؤذيك»(3)، إلا إذا كانت هناك حاجةٌ وفائدةٌ له. يقول ـ سبحانه ـ: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46].
احرص على صحة كلامك:
- فلا تقل: مصادفة، ولكن قل: قدر الله.
- لا تقل: لولا الله وفلان، وقل: لولا الله ثم فلان.
- لا تقل: لا حول الله، وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ وكن دقيقاً في كلامك، ولتكن معلوماتُك صحيحةً واقعياً وتاريخياً.
- ولا تكن ممن يشارك في حواراتٍ عابثة مع ملحدين أو جاهلين أو فسقةٍ منحرفين. فتكون ممن:
- يغضب فيتلفظ بكلماتٍ لا ينظرُ عقباها.
جراحاتُ الطعان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسانُ
قال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمــن بالطعّـان ولا اللعّان ولا الفاحـش ولا البذيء»(4).
- وقد يتعصّب لرأيه، فيتحدّث عن مُناظرِه متكبراً مغروراً بنفسه: «إنه جاهل.. سخيف.. متسرِّع.. فاسد النيّة.. عميل.. خبيث.. مبتدع.. فاسق.. ملعون.. مُلحِد.. كافر».
وربما يعمّمُ في أحكامه تلك، لتكون المصيبةُ أعظم، فيسبُّ أسرةً.. عائلةً.. قبيلةً.. جماعةً.. بلداً.. شعباً.. جنساً..
- يرتكبُ كبيرةً بغِيبةِ إنسان، يأكلُ لحم أخيه ميتاً، مع أن ربَّه نهاه {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} [الحجرات: 12]، ويتتبع عوراتِ المسلمين ليفضحَه ربه.
يمشي بين الناسِِ بالنميمة.. فيوقع بينَهم ويُفرِّقُ بينَ قلوبِهم، ليُعذَّبَ في قبرِه قبلَ عذابِ يومِ الدين، ولتقفَ كلُّ تلك الجُموعِ الغفيرةِ التي سبَّها، واغتابَها، ومشى بينها بالنميمة لتأخذَ منه حقَّها من حسناتِه، أو تضع عليه من سيئاتِها، فما مصيرُ هذا التعيس؟
- لا يكتفي بأفٍّ لوالديه، بل إنه الزجر والنهر لهما، ليخسر دنياه وآخرته، مع أن الله ـ سبحانه ـ أمره {فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [الإسراء: 23].
بل نُهينا أن نكون مجرّد سببٍ في سبِّهما، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسبُّ أبا الرجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمه فيسب أمه»(5).
يَكتب شعراً أو نثرا، يتغزّل بألفاظٍ فاحشةٍ بذيئةٍ فاضحةٍ مخجلة، مقتدياً بامرئ القيس حاملِ لواءِ أمثالِه من الشعراء في النار، يدعو إلى الفحشاء، يثيرُ الغرائزَ المُحرَّمة.
- يهجو مسلماً، ويُقذِعُ في هجائه، كما كان الحطيئة وضابئ ابن الحارث، لقد سجن عمرُ الحطيئةَ لهجائه الزِّبرقان بن بدر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
ـ يمدح فيبالغ كاذباً أو مشركاً:
لقد نهَى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مادحيه: «لا تُطروني كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريم؛ فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسولُه»(6).
وأمرنا -صلى الله عليه وسلم- أن نحثوَ في وجوه المدّاحين التراب [في حديث لأبي هريرة في الترمذي].
بل إن المبالغة في المدح تقلِبُه ذمّاً، وقد فعل ذلك المتنبي عامداً في مدائحه لكافور الذي لم يحقق أحلامه، يقول:
عدوُّك مذمومٌ بكلِّ لسانِ ولو كان من أعدائك القمرانِ
ويقول:
وللهِ سرٌّ في علاك وإنما كلام العدا ضربٌ من الهذيانِ
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
(1) رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الألباني: صحيح.
(2) رواه الطبراني.
(3) رواه ابن أبي الدنيا. يقليك: يبغضك.
(4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(5) متفق عليه.
(6) رواه البخاري.
أسامة علي متولي
ـ الصمتَ الصمتَ، فإنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وكلُّ لفظٍ يخرج من فمك ستجده في كتابك مسجّلاً عليك {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].
ـ تعلّمْ قولَ: لا أعلم؛ فلا تتكلمْ فيما لا علمَ لك به. يقول ـ سبحانه ـ: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـئُـولاً} [الإسراء: 36]. ومن هنا يلزم فقه بعض القواعد المهمة في هذا المجال ومنها:
+ أولاً: قل خيرًا أو اصمت:
ليس عيبـاً إذا ســئلت عــن شيء لا تعلمُه أن تقـولَ لا أدري. يقول ابن جماعة: «واعلم أن قــولَ المســؤولِ: لا أدري، لا يضعُ من قدرِه كما يظنُّ بعضُ الجهلة بل يرفعُه؛ لأنه دليلٌ على عظمِ محلِّه، وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال رفعتِه، وحسن تثبتِه».
غلِّب الاستماعَ على القول؛ فلك أذنان ولسانٌ واحد، ومع ذلك لا تستهنْ بقدرِ الكلام؛ فهو بداية العمل، ومن أهم وسائلِ الدعوةِ.
أحسِن الإنصاتَ للآخر، أعطِه الفرصةَ لإبداء رأيه وإفراغِ ما في نفسه، كما كان من حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مع عتبةَ بنِ ربيعة، قال -صلى الله عليه وسلم- له: «قل يا أبا الوليد، أسمَع» ولما انتهى عتبةُ من حديثه، قال -صلى الله عليه وسلم-: «قد فرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم! قال: «فاسمع مني........».
وإذا تكلمتَ فلا تتكلمْ إلا بالخير، ادعُ إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، اتلُ آياتِ القرآن، سبِّح الربَّ الرحمن، أكثرْ من الدعاء {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77]، «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزّ وجلّ»(1).
اذكر الله في حديثك مع الناس، ابدأ باسم الله، ادعُ في ثنايا كلامك لمن يستمع لك: «بارك الله فيك.. جزاك الله خيراً.. حفظك الله....».
لا تلغُ في كلامك، لا تتحدث بلا فائدة {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]، يقول ابنُ مسعود: «والذي لا إله غيرُه ما على ظهر الأرض شيءٌ أحوجُ إلى طول سجنٍ من لسان»(2).
اجعل لكلامِك معنًى عميقاً، لا داعي للسطحيةِ غيرِ المجدية، كما في قول أحدهم:
الليلُ ليلٌ والنهارُ نهارُ والأرضُ فيها الماءُ والأشجارُ
لا تشارك في المنتديات التافهة، والحوارات الجوفاء، والجدال العقيم؛ فوقتُك الثمينُ لا يسمحُ لك بذلك، ثم إن الجدالَ أحيانًا لا يأتي بخير. يقول ابن عباس: «ولا تمارِ حليماً ولا سفيهاً؛ فإن الحليمَ يقليك، وإن السفيهَ يُؤذيك»(3)، إلا إذا كانت هناك حاجةٌ وفائدةٌ له. يقول ـ سبحانه ـ: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46].
احرص على صحة كلامك:
- فلا تقل: مصادفة، ولكن قل: قدر الله.
- لا تقل: لولا الله وفلان، وقل: لولا الله ثم فلان.
- لا تقل: لا حول الله، وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ وكن دقيقاً في كلامك، ولتكن معلوماتُك صحيحةً واقعياً وتاريخياً.
- ولا تكن ممن يشارك في حواراتٍ عابثة مع ملحدين أو جاهلين أو فسقةٍ منحرفين. فتكون ممن:
- يغضب فيتلفظ بكلماتٍ لا ينظرُ عقباها.
جراحاتُ الطعان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسانُ
قال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمــن بالطعّـان ولا اللعّان ولا الفاحـش ولا البذيء»(4).
- وقد يتعصّب لرأيه، فيتحدّث عن مُناظرِه متكبراً مغروراً بنفسه: «إنه جاهل.. سخيف.. متسرِّع.. فاسد النيّة.. عميل.. خبيث.. مبتدع.. فاسق.. ملعون.. مُلحِد.. كافر».
وربما يعمّمُ في أحكامه تلك، لتكون المصيبةُ أعظم، فيسبُّ أسرةً.. عائلةً.. قبيلةً.. جماعةً.. بلداً.. شعباً.. جنساً..
- يرتكبُ كبيرةً بغِيبةِ إنسان، يأكلُ لحم أخيه ميتاً، مع أن ربَّه نهاه {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} [الحجرات: 12]، ويتتبع عوراتِ المسلمين ليفضحَه ربه.
يمشي بين الناسِِ بالنميمة.. فيوقع بينَهم ويُفرِّقُ بينَ قلوبِهم، ليُعذَّبَ في قبرِه قبلَ عذابِ يومِ الدين، ولتقفَ كلُّ تلك الجُموعِ الغفيرةِ التي سبَّها، واغتابَها، ومشى بينها بالنميمة لتأخذَ منه حقَّها من حسناتِه، أو تضع عليه من سيئاتِها، فما مصيرُ هذا التعيس؟
- لا يكتفي بأفٍّ لوالديه، بل إنه الزجر والنهر لهما، ليخسر دنياه وآخرته، مع أن الله ـ سبحانه ـ أمره {فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [الإسراء: 23].
بل نُهينا أن نكون مجرّد سببٍ في سبِّهما، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسبُّ أبا الرجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمه فيسب أمه»(5).
يَكتب شعراً أو نثرا، يتغزّل بألفاظٍ فاحشةٍ بذيئةٍ فاضحةٍ مخجلة، مقتدياً بامرئ القيس حاملِ لواءِ أمثالِه من الشعراء في النار، يدعو إلى الفحشاء، يثيرُ الغرائزَ المُحرَّمة.
- يهجو مسلماً، ويُقذِعُ في هجائه، كما كان الحطيئة وضابئ ابن الحارث، لقد سجن عمرُ الحطيئةَ لهجائه الزِّبرقان بن بدر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
ـ يمدح فيبالغ كاذباً أو مشركاً:
لقد نهَى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مادحيه: «لا تُطروني كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريم؛ فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسولُه»(6).
وأمرنا -صلى الله عليه وسلم- أن نحثوَ في وجوه المدّاحين التراب [في حديث لأبي هريرة في الترمذي].
بل إن المبالغة في المدح تقلِبُه ذمّاً، وقد فعل ذلك المتنبي عامداً في مدائحه لكافور الذي لم يحقق أحلامه، يقول:
عدوُّك مذمومٌ بكلِّ لسانِ ولو كان من أعدائك القمرانِ
ويقول:
وللهِ سرٌّ في علاك وإنما كلام العدا ضربٌ من الهذيانِ
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
(1) رواه الترمذي وابن ماجه، وقال الألباني: صحيح.
(2) رواه الطبراني.
(3) رواه ابن أبي الدنيا. يقليك: يبغضك.
(4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(5) متفق عليه.
(6) رواه البخاري.