بحث مخصص

الجمعة، 19 أغسطس 2011

لـنـتـعـلـم كـيـف نتكلم؟ (10)



عاشراً: الصدق
  •  امزجْ كلماتِك بعاطفتِك الجيّاشة، وإحساسِك الصادق، فأنت منتبهٌ لما تقول، منفعلٌ به، متفاعلٌ معه.

تتحدّث عن الآخرة، وأمام ناظريك الجنة والنار كأنّك تراهما رأي العين، وعندما تصف معركةً، فإنك تستحضرها، وكأنك تخوض غمارها.
  •  وليخرجَ الكلام من القلب فأنت تمارس وتطبق وتعمل، لتتحدثَ عن قيام الليل تجعلُ لنفسك منه حظاً، ولتتكلمَ في صيام النفل فإن لك منه نصيباً، ولتلقي موعظةً في الموت فأنت من زوّار المقابر.

ساعتئذ سترى أثر كلماتك، وما خرج من القلب يصل إلى القلب.

ـ احذر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3].

ـ ومن الكذِب حديثك في موضوعٍ تظهر فيه أنك عالمٌ به، ملمٌّ بأطرافه، وأنت لا تعلم عنه شيئاً.

ـ وأنت عندما تحاور أو تناظر أو تخاصم.. فإن هدفَك الأسمى هو الحقّ، فإن ظهر لك الحقُّ قبلتَه، وخضعتَ له. يقول الشافعيّ رحمه الله: «ما ناظرتُ أحداً قطّ إلا أحببتُ أن يُوفَّق ويُسدّد ويُعان، ويكونَ عليه رعايةٌ من الله وحفظ، وما ناظرتُ أحداً إلا ولم أبالِ: بيّن الله الحقَّ على لساني أو لسانِه».


  •  والمؤمن لا يكذب أبداً، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «يُطبَع المؤمن على الخلال كلها، إلا الخيانة والكذب»(25).

الكذب على دين الله من أقبح المنكرات، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن كذباً عليّ ليس ككذبٍ على أحد، فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار»(26).

بل ولا يكذب في المزاح، قال -صلى الله عليه وسلم-: «ويلٌ للذي يحدّث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب، ويلٌ له، ويلٌ له»(27)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «إن العبدَ لَيقولُ الكلمة، لا يقولها إلا ليُضحكَ بها المجلس، يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإن المرءَ ليزلُّ عن لسانه أشدّ مما يزلّ عن قدميه»(28).
  •  لا تكثر من الأَيْمان في حديثك بغير داعٍ، فأنت صادقٌ لا تحتاج إلى اليمين إلا إذا أردت تأكيداً أو تحذيراً.
***********************
(25) رواه أحمد.

(26) رواه البخاري.

(27) رواه الترمذي.

(28) في البيهقي.


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل