بحث مخصص

الجمعة، 19 أغسطس 2011

لـنـتـعـلـم كـيـف نتكلم؟ (12)

خير الكلام

ثاني عشر: وأخيراً

هذه وصايا أخرى سريعة:

1 - كن واثقاً من نفسك عندما تتكلّم، لا تتلعثم مهما كان محدثُك، واحرص على عدم تكرار لفظ معيّن يدل على عدم تمكُّنك، مثل: آ آ آ.. أم أم أم.

2 - تدرّب على الكلام الصحيح؛ فإنما العلمُ بالتعلُّم. قال أحد الحكماء: «اللسان عضوٌ؛ فإن مرّنته مرن، وإن تركته حرن» وقال آخر: «أخزى الله المساكتة، ما أفسدها على اللسان، وأجلبَها للعيّ».

تمرّن وتمرَّس لترفعَ جوْدتَك؛ فإننا في حاجةٍ لتطوير أنفسِنا مدى الحياة.

شاركْ في البرامجِ والحوارات، والجرائدِ والمجلات فتنمو مهارتُك، وينتشر علمُك.

3 - نظّفْ قلبَك، فما في القلب يفضحُه اللسان، فاحذر الغشّ والحسد والحقد والكبر.

4 - لا تتكلمْ وأنت غضبان، فما يخرج عند الغضب لا تُحمد عقباه.

5 - أعطِ كلَّ موضوعٍ حقّه، فلا تكثرِ الكلام في موضوعٍ لا يستحقُّ على حساب الأهمّ.


6 - لا تخرج من موضوعٍ إلى آخر بدون نظام، فكثرةُ الكلام يُنسي بعضُه بعضاً.

7 - اجعل في كلامِك بعضَ الطُّرَف والمزح الجميلةِ الصادقة، يقول الشاعر:

والنفسُ تسأمُ إن تطاول جدُّها

فاكشف سآمةَ جدِّها بمزاحِ

8 - لا تفقدْ خلقَك مع من لا خُلُقَ لهم؛ فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما روت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تقول: استأذن رجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «بئس أخو العشيرة هو» فلما دخل انبسط إليه وألان له القول؛ فلما خرج قلت: يا رسول الله! حين سمعت الرجل قلت: كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال: «يا عائشةُ! متى عهدتِني فاحشاً؟ إن من شر الناس عند الله ـ تعالى ـ منزلةً يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه»(30).

9 - تعلّم قواعد لغتك، وأكثِر من القراءة في كتابِ ربِّك سبحانه، وحديثِ نبيِّك -صلى الله عليه وسلم-، واقرأ في كتب الأدباء شعرِهم ونثرِهم.. يستقمْ لسانُك.

10 - خالط الفصحاءَ والبلغاء، وعايشْهم، واسمعْ منهم، واحضرْ ندواتِهم ومحاضراتِهم ومحاوراتِهم.

11 - ربِّ ابنَك ومنْ تقومُ على تربيتِه، ربِّهم على مهارة الكلام، بتفهيمهم أهميةَ الكلام للإنسان، ثم بتدريبهم على القراءةِ أمامَ الآخرين، والخطابةِ، والمشاركةِ في إذاعةِ المدرسة، ومتابعة حسن الإعداد.

واحذر إذا أردتَ أن تعلّمه الجرأة أن تفرح له إذا سمعتَه صغيراً يسبُّ ويلعن، متعلّماً من بيته، أو أنّ تربيةَ الشوارع قد ملأت كيانه، ولكن بادر بالعلاج بحزمٍ وحكمة.

12 - حدِّد الهدفَ دائماً من حديثِك: أهوَ للتحفيز، أمْ للتسليةِ، أمْ للدعوةِ، أم لأخرى؟ وبتحديدِ الهدف يتحدَّد مسارُ الحديثِ وكيفيَّتُه.

13 - حاسب نفسك بعد كلِّ حديثٍ أو حوار، وانظر السلبيات لتتلافاها، تعلَّمْ من نفسِك ومن الآخرين، قلِّد الناجحين والمبدعين، طبِّق ما تعلمتَه بعد تعديله بما يناسب.

أخي:

أمسكْ عليك لسانَك، اشغلْه بالخير، مرِّنْه على الذوق.. تسلمْ ويسلمْ دينُك
***************
(30) رواه البخاري.

منقول من مجلة البيان
السنة التاسعة عشرة * العدد 207* ذو القعدة 1425هـ * ديسمبر/يناير 2005م


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل