بحث مخصص

الجمعة، 19 أغسطس 2011

لـنـتـعـلـم كـيـف نتكلم؟ (9)


تاسعاً: البديع


? لا بأسَ في كلماتك بشيءٍ من البديع الجميل غيرِ المُتكلَّف، تشرئبُّ له أعناقُ المستمعين، ويترك للكلام وقعَه الأخّاذَ المبهرَ للنفوس، فالبديعُ في الكلام كالملحِ في الطعام، يعطيه طعماً لذيذاً.

ـ تأمّل هذه الفواصلَ البديعة في كتاب ربنا جل شأنه.

يقول ـ سبحانه ـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4].

ويقول ـ عز وجل ـ: {يَا أَيُّهَا الْـمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 1 - 4].


ـ وهذا السجع الجميل في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «.... اللهمّ أعطِ منفقاً خلفاً،.... اللهمّ أعطِ ممسكاً تلفاً»(24).

ـ وهذا الجناس المبهِج في مثل قوله ـ سبحانه ـ: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْـمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم: 55] .

ـ وهذا الطباق الأخّاذ في قوله ـ سبحانه ـ: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ * وَلا الظِّلُّ وَلا الْـحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ} [فاطر: 19 - 22].

ـ والتورية المشوّقة في قول أبي بكر عندما سأله رجل أثناء هجرته: من هذا؟ يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال أبو بكر: هادٍ يهديني.

فلكلمة «هاد» معنيان: معنى قريب غير مقصود يفهمه المستمع، وهو «دليل» ومعنى بعيد مقصود، وهو من الهداية والإرشاد، وذلك لخوفه ـ رضي الله عنه ـ على حبيبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
**********************
(24) متفق عليه.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Disqus for تواصل